فكر الخدمة عند القديس يوحنا ذهبى الفم

من طرف **مسيحي جريء** الإثنين 23 مايو 2011, 6:06 am

فكر الخدمة عند القديس يوحنا ذهبى الفم

نبذة عن حياته :

عندما اراد ذهبى الفم الذهاب للدير ووجد ان والدته رفضت ان يتركها فمن أجل الطاعة لم يذهب للدير لكنه ظل راهباً فى بيته .
اذاً الخدمة ليست شكل حتى الرهبنة وان كان لها شكل ومجمع لكن الاصل العلاقة مع الله اذاً المهم الروح والجوهر يوحنا ذهبى الفم عاش راهب فى بيته دون ان يأخذ شكل الرهبنة
هكذا الخدمة ليست مجرد قطار نستقله ونسير مع من فيه نحفظ ونسمع ونتابع ونأخذ شهادة اننا اجتزنا دورة اعداد خدام هذا ليس كل شئ نعم التعليم اساس لكن الروح هو الاصل ..قد تسمع وتحفظ ما درسته لكن الاهم ان تعيش مثل رجل بنى بيته على الصخر فلما صدمه النهر لم يتزعزع . اذاً اول درس نتعلمه من يوحنا ذهبى الفم ان خدمته كانت حياه وليست شكل .
+ بعد انتقال والدته ذهب للدير ... قبل ذهابه للدير عرض عليه هو وباسيليوس ان يصيرا اساقفة على انطاكية وبلد آخرى لكنه شعر انه اصغر من ذلك ولم يخبر صديقه حتى لا يحرم الكنيسة من خدمة صديقه ... شعر ان صديقه افضل منه لهذه الخدمة ثم كتب له مقال عن الكهنوت ثم كتب 6 مقالات عن الكهنوت . كان ذهبى الفم محب لكلمة الله .... الفتره التى قضاها فى بيته كراهب اهتم بعشرته لله من خلال الانجيل حتى عرفه الناس من الكتب التى كتبها فقرر ان يتوحد .

+ فكر الخدمة فى حياه ذهبى الفم :-

1- سر قوة الخادم هو عشرته بالانجيل :

قد نتخيل ان الخادم يقود انشطة كثيرة . نادى ومهرجانات لكن الشرط مع كل هذا ان يكون غنى بكلمة الله لينمى اولاده بارتباطهم بالكنيسة وعشرتهم بالانجيل اذاً سر قوة الخادم كلمة الله .. ليس ليحضر درس او يقول كلمة... بل لانه يحب كلمه الله . لذلك كان لذهبى الفم كتابات كثيرة من اقوال الآباء مجموعة ما قبل نفيه وما بعد نفيه من ضمنهم 6 اجزاء لذهبى الفم ومنهم جزء كبير تفاسير للكتاب وخاصه لبولس الرسول . كان يوحنا ذهبى الفم واعظ يأتى بسير بولس الرسول فينسى ما يقوله ويتكلم عن بولس وكتاباته ... اى لم يكن يحضر موضوعات ويرتب نقاط بل لان له عشرة كتاب الاسفار ... من اسباب فهمنا للكتاب المقدس ان نطلب شفاعة كتاب الاسفار ... الانبا بيشوى كان يحب ارميا النبى لذلك سمى انبا بيشوى الارمى .. اى الخادم لابد ان يكون له عشرة شخصية مع الكتاب وسلامه هو كلمه الله لانها حيه وفعاله وامضى من كل سيف ذو حدين .
ان لم يكن خادم مليان بكلمة الله فكيف يشبع اولاده بمحبه الله وكيف يقود اولاده للتوبة او يسندهم بوعود الله .. لابد للخادم ان يكون محمل بوعود الله ليسند المضطهدين والمتعبين .

2- اهتمامه بخلاص النفوس :

كان ذهبى الفم يهتم بخلاص النفوس رغم اتجاهه الرهبانى ويقول " خير للانسان ان يكون اقل فضيله ويهوى خلاص النفوس من ان يسكن الجبال "
مره عرف عن اثنان رهبان انه احدهما ساقط فى خطيه والآخر يائس فكتب للاثنان لانه خاف على خلاص نفوسهم
خدم كخادم وكاهن وشماس فى انطاكيه وكبطريرك فى القسطنطينية لذلك يسمى ( خطيب المدينتين )
- فى احد المرات اضطر الامبراطور ان يزيد ضرائب شعب انطاكية ليقيم احتفال لمرور 10 سنوات له فى انطاكية فهاج الشعب وثاروا وكسروا تماثيل الامبراطور فارسل جيش ليقمع ثورة الشعب فذهب بطريرك انطاكية ليتوسط للشعب لدى الامبراطور كان وقتها ذهبى الفم كاهن .. فترك البطريرك ذهبى الفم يرتب آمور البطريركية فى غيابه فماذا يفعل .. نجده يقول 21 عظه تسمى " عظات التماثيل " .. لو كان احد غيره لكان انشغل بالسياسة لكنه انشغل بالتوبة وعلاقة الناس بالله واستغل قلق الناس ليرفعهم للسماء وكانت من أجمل العظات وكانت سبب اجتذاب وثنيين كثريين ورجوع مسيحيين للتدين الحقيقى .انشغل بخلاص الناس .

- كل خدمة الكنيسة لابد ان يكون هدفها النفوس .. فأنت مسئول حتى عن بيتك ولا تقل انك صغير .. لا .. ابانوب كان طفل لكن عظيم فى الايمان .. ارميا كان يشعر انه صغير لكن الله قال له لا تقل انى ولد .. لا تتكلم لكن على الاقل اشعر انك مسئول عن اظهار صوره اولاد الله فى البيت .. ان اردت ان تعرف ان كان هذا الشخص خادم ام لا اعرفه فى البيت ... انظر سلوكه فى البيت ولا تهتم بصورته فى الكنيسة لانه قد يكون منظر .. بينما تسمع عن آخر انه يخدم ويحب بيته ويتعب من اجله ويصلى بوقار وهو نور لمن حوله فيكون سبب خلاص نفوسهم ... الخدمة ليست مجموعة اولاد ينادوك باستاذ او تاسونى بل انت مسئول عن خلاص النفوس واحذر ان تكون عثره لاولادك .. ان اردت ان تكون خادم اشعر بمسئولية اخوتك واصحابك و .... ولا تقل عندما اصير خادم سابحث عن خلاصهم هذا الانسان لن يكون خادم حقيقى . الخادم الحقيقى هو من يقدم الحب لكل من يقابله ويهتم بخلاص النفوس مثل ذهبى الفم .. كلام عظاته لم يكن عقائدى بالدرجة الاولى مثل اثناسيوس ( ضد اريوس ) وكيرلس الكبير ( ضد نسطور ) .

3- كان كلام ذهبى الفم يتميز بالبساطة التى تجذب الناس للخلاص :

لذلك اهم شئ ان يهتم بالتوبة الديوسقولية تقول عن الاسقف " تائب يقود تائبين " شغلتنا ان حياتنا تتغير من الاهتمام بالارضيات الى الاهتمام بالسمائيات التوبة هى المعمودية الثانية التى نمارسها بالتوبة . اساس كرازة يوحنا المعمدان " توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات " نفس احساس كرازة المسيح لان التوبه تُفرح السماء لذلك اذا كان الاسقف تائب يقود تائبين هكذا الخادم تائب يسير فى الخدمة ويقود تائبين معه .

4- لم تكن خدمة ذهبى الفم مجرد وعظ بل كانت عمل :

وهذا العمل به أمران
فى العبادة الكنسية كان ذهبى الفم ملتصق بالكنيسة ... الخادم هو انسان ملتصق بالمذبح ، أمين فى كنسياته .. ليس الخادم هو من يأتى باولاد الى داخل الاسوار بل يعرفهم ان الكنيسة هى بيت الله وان المذبح هو الجلجثة المذبوح عليها المسيح من اجلنا .
ذهبى الفم وقف امام الامبراطور من اجل امرأة فقيره .. كان قلبه مملوء رحمة . يوجد قول " الرجل الرحيم لا يرتدى ثوب للرجلين ولا يحمل اجراس ... " الذى قلبه مملوء رحمة انسان لابس المسيح .. وليس له منظر بل له اعمال يقدمها
لذلك لابد للخدمة ان تكون خدمة عملية واجمل خدمة تعتبر موجهه لله مباشرة هى خدمة الفقراء مهما علم الخادم ودرس الانجيل لابد ان يعطى ويعلم اولاده ان يعطوا ويتقابلوا مع الفقراء ليشعروا بهم ويعرفوا كيف يشكروا الله .

5- احتمال الالم :

ذهبى الفم من اجل الخدمة ومن اجل امانته جلب عليه هذا الامر مشاكل كثيرة .. فى احد المرات كان شخص عرف كيف يتسلق ويصل لمركز كبير فى الامبراطورية وتخيل انه سيجعل الكنيسة تسير على هواه وليس بفكر المسيح وشجع ان يجعل ذهبى الفم بطريرك وتخيل انه بذلك يتحكم فى الكنيسة لكن ذهبى الفم كان قوى فآثار هذا الرجل ضده والعجيب ان الامبراطور ينقلب ضد هذا الشخص الذى لجأ للكنيسة وانتظر الناس ان يصفى البطريرك مشاكله مع هذا الرجل . لكن ذهبى الفم لم يفعل ذلك بل كتب مقال " الكنيسة تحمل " اى ان ذهبى الفم احتمل الالم لاجل الحق .. انت ايضاً احتمل الالم لاجل المسيح .
ذهبى الفم مات فى المنفى بعد نفيه 5 سنوات
الخدمة ليست مجرد برستيچ ومركز ... بل الخدمة تعب لان هذا معناها الحقيقى .. الخدمة هى خبره الم وتعب من اجل الخدمة وايضاً مشاركة للمتألمين ليس بالكلام فقط بل والعمل ايضاً .
ليتنا نؤسس خدمتنا على هذه المبادئ ونتعرف على شخصية ذهبى الفم لاننا سنفرح بها جداً ونتعلم منها .