سقطت "ورقة التوت" الأخيرة عن جماعة الإخوان المسلمين

في "جمعة الغضب الثانية" ، وثبت بالدليل القاطع أن لا فرق بينهم ، وبين بقايا ظام مبارك ، في عداء كل منهما المستعر لقيام أي شكل من أشكال الدولة المدنية في مصر . فبرفض الجماعة مشاركة قوي المجتمع المتمسكة بالدولة المدنية النزول إلي الميدان - في مليونية سلمية - من أجل المطالبة بتحقيق هذا الهدف الأعظم ، عبر الإخوان عن قمة انتهازيتهم في التعامل مع مصر الثورة ، وخروجهم الصارخ - ودون حياء- علي أهدافها الرئيسة ، واستعدادهم للتحول - وقتيا كضرورة تستوجبها المرحلة من وجهة نظرهم - إلي أداة في يد السلطة ، ورأس حربة في ظهر الأمة ، وفق مخطط شيطاني يستهدف الوثوب إلي الحكم " ببطء ولكن بالتأكيد " !
ومن هنا فقد بدأت المسافة بين نظام مبارك والإخوان تتلاشي بعد سنواتٍ من العداء ، وباتت مظاهر الاتفاق تحل محل مظاهر العداء ، بل علاقة الحب الوليدة بينهما ، تشهد نوعا من " الغزل الصريح " ، الذي يتفاني فيه الحبيب في التغني بمفاتن حبيبه ، بغض النظر عما إذا كان هذا الحبيب يمتلك هذه المفاتن من عدمه !!
لم ينزل الإخوان الميدان لأنهم - ببساطة شديدة - لا ينتمون في الأساس إلي الميدان، ومن هنا لا يستطيعون مشاركة دعاة الدولة المدنية من القوي المصرية الليبرالية الدعوة لإقامة دولة لا مكان لطيور الظلام فيها ، فهذه الدولة ستكون بالنسبة لهم حكما بالإعدام . ولم ينزل الإخوان لأن ركوبهم الثورة بعد الاكتفاء ب " الفرجة " عليها في بداياتها لم يكن لإيمانهم بمبادئها، ولكن لأنها ليست من صنعهم .و سبب انضمامهم - فيما بعد - هو رغبتهم في عدم تفويت فرصة تاريخية لاختطاف ثورة، واستخدامها كورقة ضغط علي السلطة ، لانتزاع شرعية ، ليس من أجل خدمة الوطن بمقتضاها - في5ما بعد - وإنما لاختطاف هذا الوطن ، والانحراف به وفق أجندتهم . خلاصة القول ، نجحت جمعة الغضب الثانية ، سقط الإخوان ، وبقي الميدان .


الأخبار